كيف تتعامل مع زميلك السلبي في العمل؟.. خبراء: الابتعاد عن السيكوباتي "نجاة"

كيف تتعامل مع زميلك السلبي في العمل؟.. خبراء: الابتعاد عن السيكوباتي "نجاة"

"إذا شعرت بأن سفينتك تغرق، فقد يكون هذا هو الوقت المناسب للتخلص من الأشياء غير الضرورية التي تُثقلها"، كالزميل السلبي في العمل، وتتأتى أهمية ذلك فيما يمثله من خطورة، فالوضع النفسي للموظفين من العوامل الأساسية التي تؤثر على إنتاجيتهم، وتلعب بيئة العمل دورًا كبيرًا في الحفاظ على الصحة النفسية.

وأثبتت الدراسات المنشورة في هذا الشأن أن "زملاء العمل السلبيين"، يشكلون عقبة حقيقية في مكان العمل، ويستطيعون نقل عدوى الإحباط والتوتر والتشاؤم إلى المتواجدين قربهم. 

وقالت المحللة النفسية والأستاذة الجامعية رندا شليطا، في تصريحات أوردتها "سكاي نيوز عربية"، إن "الزملاء السلبيين" والذين يسببون الإحباط لغيرهم في العمل ينتمون لعدة فئات، فمنهم من يعانون من هذه الآفة بسبب مشاكل حياتية عانوا منها، ومنهم من يتعمّد أن يكون سلبياً بهدف إحباط الآخرين ومنعهم من التقدم، كما أن هناك فئة تعطي انطباعاً بالسلبية خوفاً من الحسد، حيث يعتقد هؤلاء أن إظهار فرحهم قد يعرضهم للحسد. 

 وبحسب شليطا، فإن "الزملاء السلبيين" يمكن أن يتسببوا بأذى نفسي وعاطفي لغيرهم، خصوصاً لشريحة الشباب التي لا تملك خبرة التصرف في هكذا أوضاع، ما يجعل هذه الشريحة عرضة للضياع ولخسارة فرص التقدم في الوظيفة. 

وتقول مديرة معهد المؤسسات المملوكة عائلياً والمبادرة الفردية د. جوزيان فهد سريح عبر وسائل إعلامية، إن "الشخصية السلبية" هي عبارة عن مزيج من الصفات غير المرغوبة تجمع بين التشاؤم والتشكيك والأنانية والنّكد، ولسوء الحظ فإن هذا النوع من الأشخاص موجود بكثرة في العمل ويصعب تجنبه كون الفرد مجبرا على التعامل معه بداعي العمل.

واقترح دنبار 1998 أنه عندما يعاني الأفراد من ألم اجتماعي في بيئة العمل بسبب الشعور بالعزلة، فإن منطقة الدماغ التي تُنشّط في هذه الحالة هي نفسها التي تتنشط عندما يتعرض الفرد لألم جسدي، على العكس من ذلك، عندما تتميز العلاقات في بيئة العمل بالتعاون والثقة والإنصاف، يُنشّط نظام المكافأة في الدماغ الذي يشجع التفاعلات المستقبلية التي تعزّز مسؤولية الموظف واحترامه وثقته، حيث يثق الموظفون ببعضهم بعضًا وبأنهم الأفضل، ويُلهم كلٌّ منهم الآخر في أدائه (Geue، 2017). 

على العكس، تؤثر التفاعلات الاجتماعية الإيجابية في بيئة العمل تأثيرًا مباشرًا على العمليات الفسيولوجية للجسم، وفقًا لـ(Heaphy & Dutton 2008)، تعمل التفاعلات الاجتماعية الإيجابية على تعزيز الحالة الفسيولوجية بتقويتها أنظمة القلب والأوعية الدموية والجهاز المناعي والغدد الصماء العصبية وتخفيضها الفوري والدائم في تفاعل القلب والأوعية الدموية، والاستجابات المناعية المعززة، والأنماط الهرمونية الصحية. 

"جسور بوست" ناقشت مع متخصصين خطورة المشكلة وما قد تسببه للفرد والمؤسسة من أزمات.

الابتعاد عن الشخصية السيكوباتية نجاة

قال الاستشاري النفسي، جمال فرويز: "إن هذا النوع يندرج تحت ما يمسى بالعنف السلبي، ولدينا نوعان، الشخصية السيكوباتية ضد المجتمع، والشخصية السلبية الاعتمادية، الأول مؤذٍ وليس لديه مشاعر ويستطيع إفساد علاقة الموظف مع مديره أو تشويه صورته، بينما الثاني يعتمد على الغير في كافة أموره ويكون السبب غالبًا التنشئة الاجتماعية الاعتمادية على الأم أو الأب أو كليهما، فيعتمد على الجميع في كل شيء وهي شخصية غير منتجة سلبية".

وتابع الخبير النفسي، التعامل يكون على حسب نوع الشخصية، والابتعاد عن الشخصية السيكوباتية نجاة، كالذي يظهر عكس ما يبطن، بحيث يظهر المحبة بينما تأتي أفعاله عكس ذلك مع المدراء، بينما لا بد من وضع الشخصية الاعتمادية تحت ضغط حتى يُنتج".

على المتضرر اللجوء إلى المدير

وبدورها، قالت أخصائي النفسي الإكلينيكي، آية حسين: "إن هناك نوعًا من زملاء العمل يفتقرون لمهارة العمل والإبداع والإنتاج، ويصدر طاقة سلبية هدامة لمن حوله سواء بقصد أو بغير قصد، بطرق متعددة كوضع العراقيل أو إيهام الزميل بعدم نجاح مهمته، وقد يصل الأمر لحد الإيذاء المباشر لدى المدير، ويؤدي ذلك إلى مشاكل في العمل قد تصل إلى الاحتراق الوظيفي".

وعن كيفية التعامل مع زميل العمل السلبي، أضافت، "التقييم الذاتي من المدراء للموظفين، وتقييم الموظف لذاته ثم العمل على نتائج هذا التقرير بقانون الثواب والعقاب، وفي حالة اكتشاف مشكلة لدى الموظف تؤثر على الأداء في العمل، يتم دراسة المشكلة وتقديم حلول قبل أخذ إجراء، وعلى المتضرر اللجوء للمدير وأخذ مسافة في التعامل مع تلك السلبية حتى لا يتأثر بها".



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية